[b]السلام عليكم
اليوم جبت معايه موضوع معكـ يا رسول الله
[size=21]معك يا رسول الله
قصة الصراع بين الحق والباطل والخير والشر قصة قديمة بدأت فصولها مع بداية وجود الإنسان على الأرض، وسوف تتواصل فصولها طالما كان هناك إنسان في هذا الوجود.
وعندما ظهر الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان لم يتوقف سيل الشبهات التي يثيرها المشككون من خصوم هذا الدين تشكيكا في مصادره أو في نبيه أو في مبادئه وتعاليمه. ولا تزال الشبهات والحملات القديمة تظهر حتى اليوم في أثواب جديدة يحاول مروجوها أن يضيفوا عليها طابعاً علمياً زائفاً.
ومن المفارقات الغريبة في هذا الصدد أن يكون الإسلام – وهو الدين الذي ختم الله به الرسالات ، وكان آخر حلقة في سلسلة اتصال السماء بالأرض – قد اختص من بين كل المعتقدات التي عرفها الإنسان سماوية كانت أم أرضية بأكبر قدر من الهجوم وإثارة الشبهات حوله.
ووجه الغرابة في ذلك يتمثل في أن الإسلام في الوقت الذي جاء فيه يعلن للناس الكلمة الأخيرة لدين الله ؛ لم ينكر أيا من أنبياء الله السابقين ولا ما أنزل عليهم من كتب سماوية ، ولم يجبر أحداً من أتباع الديانات السماوية السابقة على اعتناق الإسلام . ولم يقتصر الأمر على عدم الإنكار ، وإنما لم يفرق الإسلام بين أنبياء الله جميعا، وما أنزل عليهم من كتب وهو عنصر أساسي من عقيدة كل مسلم إذ لا تصح هذه العقيدة من دونه.
ومن شأن هذا الموقف المتسامح للإسلام إزاء الديانات السابقة أن يقابل بتسامح مماثل وأن يقلل من عدد المناهضين للإسلام.
ولكن الذي حدث كان على العكس من ذلك تماما؛ فقد وجدنا الإسلام – على مدى تاريخه – يتعرض لحملات ضارية من كل اتجاه . وليس هناك في عالم اليوم دين من الأديان يتعرض لمثل ما يتعرض له الإسلام وخاتم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- في الإعلام الدولي من ظلم فادح وافتراءات كاذبة.
وهذا يبين لنا أن هناك جهلاً فاضحاً بالإسلام وسوء فهم لتعاليمه سواء كان ذلك بوعي أو بغير وعي ، وأن هناك خلطاً واضحا بين الإسلام كدين وبعض التصرفات التي تصدر من بعض أبناء المسلمين باسم الدين وهو منها براء.
ومواجهة ذلك تكون ببذل جهود علمية مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقة للإسلام، ونشر ذلك على أوسع نطاق.
ولم يقتصر علماء المسلمين على مدى تاريخ الإسلام في القيام بواجبهم في الرد على هذه الشبهات كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يعتقد أنه السبيل الأقوم للرد، وهناك محاولات جادة بذلت في الفترة الأخيرة للدفاع عن الإسلام في مواجهة حملات التشكيك والهجوم.
وأيضًا لنعلم أن مقتضى هذا الواجب أن نتعلم سيرته، وأن نتفهم منهجه، وأن نطيعه فيما جاء به عن ربه، وفيما أمر به صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني فهمًا للإسلام .. فهمًا شاملاً حقيقيًّا للتطبيق والعمل، وليس للدراسة والنظر.
نحن في حاجة إلى عزيمةٍ فنقطع المسافة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.. المسافة التي صنعها الكسل.. وصنعها القعود.. وصنعها الشيطان.. نقطع المسافة ونقترب منه.. ونعزم كما كان يعزم.. ونقوم الليل كما كان يقوم.. ونقرأ القرآن كما كان يقرأ.. ونستغفر كما كان يستغفر.. وندعو كما كان يدعو .. ونجاهد كما كان يجاهد..