" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
مع سهولة الحياة المدنية .. بات الناس يبحثون عن السهل ويركنون إليه
ومن المؤسف أن يضرب فيروس هذا المفهوم برمجة السلوك الأساسي للنفس البشرية
ويسبب خللا في فقه الأخلاق والتعامل .
فأسهل ما يمكن أن يعملة الشخص أن يفكر فقط بما يريد .. لأن الأخذ سهل والعطاء صعب
وحصر السعي على جلب الإحتياجات الخاصة والمنافع الشخصية .. و تقديم المصلحة الذاتية
دون ادنى إلتفاته لما تحملة هذه المصلحة من ضرر للغير .
صفة حيوانية تمارسها الكائنات التي لا تعقل ولا تفكر ولا تحلل
وليس من فطرتها إعمال المشاعر وتفعيل العواطف .. و ليس لها أدنى معرفة
في مفهوم العلاقة الإيجابية والأخوية التي ميز الله بنو البشر بها .
فهي تعيش لتأكل وتشرب وتجتر .. ولإنعدام تلك المشاعر لديها .. بات الإنسان " صاحب العقل "
يستخدمها للركوب .. ويتغذى على بعضها .. و يسلخ جلد بعضها .. ويروض بعضها
و يربط بعضها .. ومنها ما يوضع مسجونا في أقفاص ليكون فرجة وأضحوكة للناس .
فالأنانية ليست صفة تميز إنسان عن آخر .. بقدر ما هي صفة تدهور صاحبها سريعا
وتصل به الى مستوى متدني من الأخلاق قد ينزع منه صفة البشرية .
****
مراعاة مصالح الناس والإحتفاظ بحقوقهم وتجنب ما يضرهم قد يعطل الوصول للهدف أحيانا
ويؤخره في أحيان أخرى
ولكن صاحب هذا المسلك سيصل سريعا الى عوالم تفوق أهمية الهدف نفسه
وسيكسب منزلة لدى من حولة .. ونظرة دافئة يقرأها في أعين المقربين منه
وثقة صارخة يمتد صيتها للبعيدين عنه .
عند هذه اللحظة بالذات يقف الإنسان ليشعر بإنسانيته
ويشعر المسلم باللذة الإيمانية لتعاليم دينه السامي الذي يقول :
" أحب لأخيك ما تحب لنفسك "